افتتاح مبنى كلية التربية 1 في الجامعة اللبنانية بعد ترميمه.. والرئيس أيوب يؤكد أن إعادة الإعمار هي الأمل الذي نحتاجه انطلاقًا من مبدأ أنّ الصمودَ والاستمراريةَ مُمكنانِ بعد كلّ شيء
افتتح كل من وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب ورئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب والمدير العام المساعد للتعليم في منظمة اليونسكو السيدة ستيفانيا جيانيني مبنى كلية التربية – الفرع الأول في منطقة الأونيسكو بعد ترميمه جراء الأضرار التي لحقت به بعد انفجار مرفأ بيروت، وذلك بحضور مدير عام وزارة التربية والتعليم العالي الأستاذ فادي يرق وممثل مؤسسة "التعليم فوق الجميع" الأستاذ طلال الهذال وعضو سفارة قطر في لبنان الأستاذ ناصر القحطاني ومديرة مكتب اليونسكو في بيروت السيدة كوستانزا فارينا وعميد كلية التربية في الجامعة اللبنانية البروفسور خليل الجمال إضافة إلى عدد من الأساتذة والإداريين.
وبعد جولة في المبنى للاطلاع على عملية الترميم، انتقل الحاضرون إلى قاعة الاجتماعات حيث بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الجامعة ثم الكلمة الترحيبية للإعلامي ميلاد حدشيتي.
رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب لفت إلى أن لقاء الثالث من آب 2021 ينقسم إلى قسمين: الأول هو إنجازُ أعمالِ إعادةِ إعمار وتأهيل ما هدّمهُ عصفُ انفجار مرفأ بيروت في عدد من كلياتِ الجامعة اللبنانية ومعاهدِها ومبنى إدارتِها المركزية، والثاني هو طاولةُ النقاش حول تحديات التعليم العالي في ظل الأزمات الصحية والاقتصادية المتلاحقة ودورُ منظمةِ اليونيسكو في مواجهة تلك التحديات.
وقال: "في المناسبة الأولى، لن نُبالغَ إذا قُلنا إن إعادةَ إعمارِ وتأهيل الأبنية المتضررة تمثلُ لطلابنا وأساتذتنا وكوادرنا الإدارية الأملَ الذي نحتاجه في هذا البلد انطلاقًا من مبدأ أنّ الصمودَ والاستمراريةَ مُمكنانِ بعد كلّ شيء".
وأضاف: "نعم، إن الأرواح التي أُزهقت جراء الانفجار هي الخسارةُ الكبيرة التي لا تُعوّض، لكنّ تدمير المؤسسات التعليمية أيضًا له ما له من نتائج مؤلمة معنويًّا واقتصاديًّا وتنمويًّا تُضافُ إلى الكارثة التي حلّت باللبنانيين جراء كارثة 4 آب 2020."
وأشار البروفسور أيوب إلى أنه من هذه الأهمية، انطلقت مشكورةً مبادراتُ الإعمار والترميم وأطلقت منظمة اليونسكو شراكةً مع الجامعة اللبنانية والجامعة الأميركية وجامعة القديس يوسف لإعادة تأهيل مباني الجامعات المتضررة برعاية وزارة التربية والتعليم العالي عبر مشروعٍ مموّلٍ من مؤسسة التعليم فوق الجميع القطرية والمدعومة من صندوق قطر للتنمية.
ولفت إلى أن الجامعةُ اللبنانية التي نالت الحصةَ الأكبر من حجم الأضرار المادية جراء الانفجار، تعلنُ اليومَ أن أعمال الترميم فيها شارفت على الانتهاء بانتظار اكتمال وصول بعض التجهيزات والمعدات لتوفير بيئة تعليمية أمنة ومتاحة للطلاب في مختلف الاختصاصات.
وأكّد البروفسور أيوب أن التقديماتِ والجهودَ التي بذلتها منظمةُ اليونيسكو والجانبُ القطري تؤكد أن هاتين الجهتين مؤمِنتان بأهمية استدامة التعليم في لبنان وأن التربيةَ والتعليمَ أساسٌ لنهوضِ الشعوب.
وبخصوص نقاش الطاولة المستديرة حول التحديات التي تواجه التعليم العالي في ظل الأزمات المتلاحقة، قال البروفسور أيوب: "إن اليونيسكو بصفتها صديقةً دائمة للجامعة اللبنانية، لن تألو جهدًا للقيام بدورها في هذا المجال في ضوء التطورات التي فرضتها جائحة كورونا وتحوّل العملية التعليمية من بُعد."
كما أكد أن الجامعة اللبنانية ستواصل تعاونها مع منظمة اليونيسكو في برامج تدريب الأساتذة ومواكبة الطلاب ومعالجة مخاوفهم ومشاكلهم وضمان حصولهم على نتائج جيدة في ختام السنة الجامعية.
وثمّن البروفسور أيوب دور منظمة اليونيسكو والجانب القطري في دعم إعادة تأهيل ما دمرّه الانفجار، على اعتبار أن المؤسسات التربوية يجب أن تبقى قوية وثابتة ورائدة في أداء دورها الأكاديمي والعلمي والتنموي والإنساني.
من جهته، شكر السيد طلال الهذال القيّمين على هذه الدعوة وعبّر عن سعادته بالشراكة مع اليونيسكو لدعم الجامعة اللبنانية من خلال عملية الترميم وإعادة بناء ما دمّر جراء تفجير مرفأ بيروت.
أما السيدة ستيفانيا جيانيني فعبرّت عن سعادتها بتواجدها في كلية التربية – الجامعة اللبنانية، مثمّنة دور الكلية في كل ما يجعل التعليم العالي متألقًا كالتزام جودة التدريس والتعلم والبحث وخدمة المجتمع وتبنّي المهارات القيادية والكفاءات العالية.
وأعلنت السيدة جيانيني إطلاق اليونيسكو مبادرة LiBeirut التي تهدف إلى وضع التعليم والثقافة في صميم جهود إعادة الإعمار وتعزيز الشراكات المحلية والدولية بشكل دائم.
وأضافت: "بعد مرور عام على الانفجار، لا يزال لبنان يواجه تحديات هائلة وخصوصًا في قطاع التعليم، ونحن هنا لنبعث رسالة أمل ونعلن الانتهاء من أعمال إعادة تأهيل 16 مبنى في الجامعة اللبنانية".
وأشارت السيدة جيانيني إلى أن التعليم حق للجميع ويجب أن يتحول ليصبح أكثر مرونة وملاءمة وشمولية لتمكين المتعلمين من المعرفة والمهارات والقيم التي يحتاجون إليها ليصبحوا فاعلين في التغيير الإيجابي لمجتمعاتهم وبلدانهم.
بعد ذلك، تحدث الوزير المجذوب فلفت إلى دور اليونيسكو في تنسيق المساعدات ودعم المؤسسات التعليمية عقب الانفجار ومن ضمنها الجامعة اللبنانية بدعمٍ كريم من دولة قطر الشقيقة عبر مؤسسة التعليم فوق الجميع وبواسطة صندوق قطر للتنمية.
وأكد وزير التربية أن أمام الجامعة اللبنانية تحدياتٌ عظيمة، فهي الجامعة الوطنية الوحيدة التي تحتضن معظم أبناء الوطن وبناته، إضافةً إلى العديد من أبناء وبنات دول الجوار القريب والبعيد، ورغم الشح في مواردها لا تزال تجاهد وتجتهد.
وأضاف: "نحن اليوم نطلق صرخةً للحفاظ على الجامعة بأساتذتها وطلابها ومبانيها، لقد لعبت الجامعة اللبنانية دوراً متميزاً ومتمايزاً خلال أزمة انتشار فيروس كورونا ووضعت طواقمها البشرية الطبية والمخبرية والتمريضية في الواجهة وقامت بإجراء فحوصات الpcr ولا تزال تجري هذه الفحوص للوافدين عبر المطار، لذا نأمل من الجميع احتضان هذه الجامعة عبر إقرار مشاريع واقتراحات القوانين التي تسهل مسيرة تطويرها، ونحن من موقعنا نسعى في الحكومة المستقيلة لاستدامة دور الجامعة الوطنية".
وأشار الوزير المجذوب إلى أن كلية التربية بأساتذتها وإدارييها وفنييها هي بالنسبة لوزارة التربية المصنع الذي يُعدّ الأساتذة والمعلمين والمديرين ليتولوا مهام التعليم والتربية، لأن التربية فوق كل شيء وفوق كل اعتبار، إن التربية فوق الجميع وإن التعليم الجامعي والتعليم العام والتعليم المهني مستمرٌ أيضاً.
في الختام، تسلّم البروفسور فؤاد أيوب من اليونسكو والتعليم فوق الجميع مفاتيح مباني الجامعة اللبنانية الستة عشرة بعد انتهاء عملية الترميم فيها.