كلية الزراعة تنظّم ورشة عمل وطنية حول "نظم الرعي الحرجي في لبنان - بين الأبحاث العلمية وصنع السياسات"
نظمت كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية ورشة عمل وطنية حول "نظم الرعي الحرجي في لبنان - بين الأبحاث العلمية وصنع السياسات"، وذلك برعاية وزير الزراعة الدكتور نزار هاني وحضور رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران وعميدة كلية الزراعة الدكتورة نادين ناصيف وممثلة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الدكتورة (Veronica Quattrola) ومدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، إضافة إلى شخصيات دبلوماسية وأمنية وعلمية ونقابية ومجموعة من الأساتذة والطلاب.
استُهلت الورشة بكلمة للعميدة ناصيف أشارت فيها إلى اختتام مشروع نماذج مبتكرة لمستقبل مستدام لنظم الرعي المتوسطي (Pastinnova) الممول من المفوضية الأوروبية ضمن برنامج (Prima) لعام 2021 وإطلاق آفاق محورية متمثلة باقتراح سياسات جديدة لنظم الرعي الحرجي في لبنان".
وتحدثت العميدة ناصيف عن مشروع (Pastinnova) الهادف إلى تعزيز استدامة وربحية ومرونة المزارع الرعوية عبر استحداث ابتكارات ونماذج تجارية وتنظيمية لتثمين إمكاناتها الكاملة وتسهيل وصولها إلى الأسواق.
كما أشارت العميدة ناصيف إلى بعض الأهداف التي يتوجب العمل عليها مستقبلاً لتعزيز ما تم إنجازه بالشراكة بين اثنتي عشرة دولة (اليونان، إيطاليا، فرنسا، كرواتيا، إسبانيا، تركيا، تونس، الجزائر، سلوفانيا، كورسيكا ولبنان ..).
أضافت: "نتطلع إلى العمل على ورقة بيضاء بمشاركة وزارة الزراعة والمجلس الوطني للبحوث العلمية والجهات المانحة والجامعات الخاصة والمجتمع المدني، على أن تتضمن هذه الورقة النقاط الآتية:
- زيادة القدرة التنافسية والحفاظ على الأمن الغذائي والتغذية البشرية الصحية
- الحفاظ على التنوع البيولوجي والمناظر الطبيعية والبيئة والتراث الثقافي
- تطوير الأنشطة المتنوعة والتوظيف في المناطق الريفية ومنع التعدي وحرائق الغابات وتدهور الأراضي
- كما شددت العميدة ناصيف على ضرورة التعاون مع المؤسسات البحثية والأكاديمية لتحقيق الأهداف المنشودة، داعية الطلاب والشركاء من الجهات الرسمية والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية الدولية إلى الإنضمام إلى هذه المهمة لما في ذلك من مصلحة وطنية مشتركة للجميع.
بعد ذلك، ألقت ممثلة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الدكتورة (Veronica Quattrola) كلمة نوهت من خلالها بأهمية مشروع (Pastinnova) وطنياً وأوروبياً، مؤكدة على ضرورة تبادل الخبرات بين أساتذة كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية وباحثيها ومنظمة الفاو التي تتعاون مع دول عدة للعمل على تعزيز حماية الرعي الحرجى.
كما ألقى مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود كلمة شدد فيها على أهمية التعاون المشترك بين وزارة الزراعة وكلية الزراعة في الجامعة اللبنانية ومع الجامعات الخاصة، كما أثنى على الدور المحوري لوزارة الزراعة في مجال حماية قطاع الرعي الحرجي واهميته في الحفاظ على الثروة الحيوانية.
من جهته، تحدث رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسّام بدران عن المشروع فأشار إلى أنه انعكاس لإستراتيجية الجامعة 2024-2028 التي تؤكد على أن الدور الأكاديمي يتخطى التعليم ليشمل دوراً رياديًا في قيادة التغيير وبناء مستقبل أفضل.
وقال الرئيس بدران: “إن منطقة البحر الأبيض المتوسط تمتلك تاريخًا ثريًا وثقافة متجذرة في الأنظمة الرعوية والتي تلعب دوراً رئيسيًا في توفير الغذاء وتعزيز الاقتصاد وحماية التنوع البيولوجي، ومع ذلك تواجه هذه الأنظمة ضغوطاً كبيرة نتيجة التغيرات المناخية وزيادة الطلب على الموارد إضافة إلى التحديات الاجتماعية والاقتصادية.. وهنا نعتبر أن لبنان يمثل نموذجًا حقيقياً للتكيف والرعاية البيئية والمرونة".
أضاف: "في ظل هذه التحديات، يتحتم علينا التفكير بطرق جديدة وإبداعية تضمن استمرارية الأنظمة الرعوية، ونحن على على ثقة بأن مخرجات هذه الورشة ستشكل نقطة انطلاق لحلول عملية تساهم في الحفاظ على التنوع البيئي وتعزيز التنمية المستدامة في بلدنا لبنان".
من جهته، أشار وزير الزراعة الدكتور نزار هاني إلى أهمية موضوع الورشة الذي يمسّ جوهر العلاقة بين الإنسان والطبيعة، مشيرا إلى أن الرعي يشكّل خط الدفاع الأول للحد من الكتلة الحيوية القابلة للاشتعال ويساعد في إنشاء ما يُعرف بـ"فواصل الحريق" التي تفصل بين نشاطات البشر والغابات.
ولفت الوزير هاني إلى إن تطوير قطاع تربية الحيوان لا يصب فقط في مصلحة الاقتصاد أو البيئة، بل أولاً وأساساً في مصلحة المزارعين وأصحاب المواشي أنفسهم، ومن هنا، فإننا نربط هذا التطوير بإعادة إحياء النظم الرعوية التقليدية لأنها تخدم الأرض وتغذّي الاقتصاد المحلي وتدعم استقرار المجتمعات الريفية.
وتحدث الوزير هاني عن مشروع قانون الغابات الجديد الذي بات اسمه "قانون الغابات والمراعي"، لأنه لا غابات من دون مراعي، مشيرا إلى أن هذا القانون في مراحله الأخيرة وقد يرى النور قريبًا.
وشدد الوزير هاني على ضرورة التعاون الوثيق بين وزارة الزراعة وكلية الزراعة في الجامعة اللبنانية وسائر كليات الزراعة في الجامعات الأخرى. لمواكبة التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية والبيئية.
بعد ذلك، افتتحت المنسقة الوطنية للمشروع الدكتورة لميس شلق جلسات ورشة العمل، وقدمت الحيثيات العلمية الموجبة لمشروع (PASTINNOVA) على المستوى الإقليمي المتوسطي.
















