واقع الصحة النفسية لدى المعلمين في ظلّ جائحة كوفيد-19 والتعليم عن بعد: دراسة وصفية مسحية على عينة من المعلمين في المدارس الرسمية والخاصة في لبنان
تهدف الدراسة الحالية إلى الوقوف على واقع الصحّة النفسيّة لدى المعلّمين من حيث تحديد درجاتها أو مستوياتها إضافةً إلى تسليط الضوء على أبرز التحدّيات والعوائق التي تحول دون التعلّم عن بعد من وجهة نظر المعلّمين لإفادة المعنيّين بالمجال التربوي في الحدّ من هذه المعوّقات ونجاح عمليّة التعلّم عن بُعد. وقد اعتمدت الدراسة لتحقيق هذا الهدف على المنهج الوصفي ذو النمط المسحي العرضي، وقد تمّ الارتكاز في جمع المعلومات على الأسلوب المختلط، من خلال جمع معلومات كميّة ثم الانتقال إلى الأسلوب الكيفي للتعمّق أكثر. تألّفت العينة من (1209) معلّمًا ومعلّمة في المرحلة المتوسّطة من مختلف المحافظات اللبنانيّة. وقد اعُدّت استمارة لجمع البيانات الديمغرافية إضافةً إلى تمرير المقياس العربي للصحّة النفسيّة الذي أعدّه أحمد محمد عبد الخالق (2016). توصّلت النتائج إلى أنّ معلّمي المرحلة المتوسّطة يتمتّعون بمستويات متوسّطة من الصحّة النفسيّة خاصّةً على مستوى الرضا والتفاؤل والاستقرار وبمستوى مرتفع من الثقة بالنفس، وأنهّهم يعانون من صعوبات تعليميّة تقنيّة وفنيّة تمثّلت في صعوبات ماديّة مرتفعة، يليها التفاعل مع المتعلّمين وعبء العمل الزائد، وهم يحظون بدعم اجتماعي من قِبَل العائلة والإدارة ويتميّزون بدافعية جيّدة تجاه مهنتهم حتى في ظلّ التعليم عن بُعد. كما تبيّن أن معلّمي المرحلة المتوسّطة ذوي المستويات المنخفضة من الصعوبات التعليميّة يتمتّعون بصحّة نفسيّة جيّدة، ويُعاني معلّمو المدارس الرسميّة من صعوبات تعليميّة أكثر من نظرائهم في المدارس الخاصّة، مع عدم وجود فروق في مستويات الصعوبات التعليميّة تُعزى لعدد سنوات الخبرة. وأخي اً ر يواجه المعلّمون الذين لم يتلقّوا أي دورات تدريبيّة في أسس التعليم عن بُعد صعوبات تعليميّة أكثر من نظرائهم.
الكلمات المفتاحية: كوفيد- 19 ، الصحة النفسية، التعليم عن بُعد.