إن الجامعة اللبنانية تمثّل المؤسسة الجامعية الرسمية الوحيدة في لبنان التي تقدّم التعليم العالي بشكل شبه مجاني للطلاب اللبنانيين والعرب والأجانب، وهي تعمل بأبعاد ثلاثة: تقديم التعليم الجيد وتعزيز البحث العلمي وخدمة المجتمع.
وتسعى الجامعة اللبنانية، التي ترتبط بأكثر من مئة اتفاقيّة تعاون مع جامعات ومؤسسات محلية ودولية مختلفة، إلى التميّز ورفد سوق العمل بالكفاءات المطلوبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة – أجندة 2030 وتشجيع الحوار العالمي لبناء مجتمعات سلميّة توفّر العدالة للجميع.
منذ العام 1951
أتى تأسيس الجامعة اللبنانية وليدَ حراكٍ شعبيٍّ وطالبي كبير سُجّلت انطلاقته في 23 كانون الثاني عام 1951 مع إضرابٍ عام استمر مدةً طويلةً، وشارك فيه طلابٌ في المرحلة الثانوية وجامعيون أكثرهم من جامعة القديس يوسف، وشهد التحركُ تظاهراتٍ واشتباكاتٍ مع رجال الأمن أجبرت مجلس الوزراء على الاجتماع في 5 شباط من السنة نفسها، وفي ذلك العام، ولدت النواة الأولى للجامعة اللبنانية مع إنشاء دار المعلمين العليا ومعهد للإحصاء بإدارة الدكتور خليل الجر.
وفي عام 1953، صدر المرسوم رقم 25 تاريخ 26/2/1953 الذي استحدث مركزًا للدراسات المالية والإدارية وألحق بالجامعة، وسمّيَ فيما بعد بـ "معهد الإدارة والمال"، كما نص على إبدال إسم "دار المعلمين العليا" بـ "معهد المعلمين العالي".
صدر مرسومُ الجامعة التنظيمي رقم 2883 تاريخ 16/12/1959، ونصّ في مادته الأولى على ما يلي: "إن الجامعةَ اللبنانية مؤسسة تقوم بمهام التعليم العالي الرسمي بمختلف فروعه ودرجاته ...."، لكن القانونَ الأساسي لتنظيم الجامعة الذي كرّس استقلالها الأكاديمي والإداري والمالي صدر بتاريخ 26/12/1967 تحت رقم 75/67.
وبعد ذلك، نُظّم عمل الهيئة التعليمية في الجامعة بموجب القانون رقم 6/70 تاريخ 23/2/1970، وكذلك وُضع النظام المالي للجامعة بموجب المرسوم رقم 14246 تاريخ 14/4/1970.
ويديرُ الجامعةَ رئيسٌ ومجلسُ جامعة، ويديرُ الكلية أو المعهد عميدٌ ومجلسُ وحدة، أما الفرع الجامعي فيديرُه مديرٌ ومجلسُ فرع، فيما تمارس الهيئةُ التعليمية نشاطها النقابيّ بواسطة رابطة الأساتذة المتفرغين.
تركزت الكلياتُ والمعاهد التابعة للجامعة في بيروت وضواحيها، إلا أن اندلاع الحربِ اللبنانية في العام 1975 وصعوبةَ التنقّل بين المناطق أدى إلى إنشاء فروع لها في بيروت وجبل لبنان والشمال والجنوب والنبطية والبقاع، وبقيت الإدارة المركزية موحدة بكامل أجهزتها في العاصمة بيروت.
تنتشرُ حالياً في مختلف المحافظات اللبنانية فروع للكليات والمعاهد باستثناء كليات العلوم الطبية وطب الأسنان والصيدلة والزراعة والمعاهد العليا للدكتوراه التي بقيت موحدة في بيروت.
في عام 2018، نالت الجامعة اللبنانية شهادة الاعتماد المؤسسي (Accréditation de l’établissement) من المجلس الأعلى لتقييم البحوث والتعليم العالي الفرنسي (HCERES).
وحصلت كلية الهندسة على شهادة اعتماد خاصة ببرامج الهندسة من مؤسسة اعتماد برامج الهندسة في فرنسا (CTI - Commission des Titres d’Ingénieur)، والاعتماد الأوروبي للجودة في برامج ماستر الهندسة (EUR – ACE - European Accredited Engineer).
كما نالت كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال على شهادة الاعتماد من رابطة كليات إدارة الأعمال الدولية المعتمدة (Association of Accredited Schools of Business International – AASBI).
وحصلت كلية الآداب والعلوم الإنسانية وكلية الإعلام على شهادة الاعتماد لمختلف برامجهما الأكاديمية من المجلس الأعلى لتقييم البحوث والتعليم العالي في فرنسا
وفي عام 2021، نال مركز اللغات والترجمة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية الاعتماد من المؤتمر الدولي الدائم للمعاهد الجامعية لإعداد المترجمين التحريريين والفوريين (CIUTI).
وفي عام 2020، تقدمت الجامعة اللبنانية للمرة الأولى في تاريخها إلى تصنيف مؤسسة (QS – Quacquarelli Symonds) البريطانية المتخصصة بالتعليم العالي، وتمكنت من حجز مكان متقدّم لها بين الجامعات العالمية (701/750) من أصل أكثر من ألف وستمئة جامعة، وذلك على الرغم من أنها صُنّفت حسب معطيات عامٍ واحدٍ فقط من أصل خمسة أعوام بخلاف الجامعات التي تشارك في التصنيف منذ سنوات عدة.
وتقدّمت الجامعة اللبنانية أربعة مراتب في سُلّم التصنيف العربي للجامعات الذي تُصدره مؤسسة (QS – Quacquarelli Symonds) العالمية، لتكون ضمن أفضل 21 جامعة عربية في عام 2021 بعدما كانت ضمن أفضل 25 في تصنيف عام 2020.
واستندت (QS) إلى مجموعة من المؤشرات الإيجابية لوضع التصنيف الجديد للجامعة اللبنانية وأبرزها، مستوى التعليم العالي لأساتذتها وسمعتها الأكاديمية الجيدة وسمعتها المهنية في سوق العمل ولدى أرباب العمل، إضافة إلى حضورها الواسع على شبكة الإنترنت.
كما صُنّفت الجامعة اللبنانية من بين الجامعات الثلاثمئة الأولى عالميًّا وبين العشرة الأوائل عربيًّا والثانية محليًّا في تصنيف مؤسسة "التايمز العالمية للتعليم العالي" لعام 2020 حول مدى تعزيز الجامعات في العالم لثمانية من أهداف التنمية المستدامة 3 ، 4، 5، 8، 10، 12، 13، 17
واحتلت المرتبة الثالثة والثمانين في العالم على مستوى تحقيق هدف التنمية المستدامة الثامن والمتعلق بـ "تعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل والعمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع"، بما يعنيه ذلك من رغبة سوق العمل المحلي والعالمي في استقبال خريجي الجامعة اللبنانية وثقته بهم
وحافظت الجامعة اللبنانية على المرتبة الثالثة في لبنان عام 2019 بحسب مؤشرات (WeboMetrics) وحققت مرتبة عالمية مشرفة جدًا في مؤشر "التواجد على الشبكة"
يُذكر أيضًا أن المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء والماء والمواد الكيميائية في الجامعة اللبنانية حصل على شهادة "آيزو 9001:2015" بتنويه مميز.
واستنادًا إلى معايير أنظمة إدارة الجودة، مُنحت بتاريخ 21 تشرين الأول 2015 أقسامُ شؤون الطلاب في كليات الإعلام والصيدلة والصحة العامة والسياحة وإدارة الفنادق، شهادة الآيزو ومدتها ثلاث سنوات.
بالنيابة 1992-1990
البروفسور هاشم حيدر