Articles
   

لا تجعلوا الأعياد مدخلاً لـ"أوميكرون"

تحلّ الأعياد على اللبنانيين هذا العام ثقيلة وقاسية، بسبب تردّي الأوضاع الصحية والاقتصادية إلى مستويات باتت خطيرة جداً. والأعياد، عادةً، تشكّل فرصة لجمع شمل العائلة والأصدقاء، لكن ينغصها هذا العام أيضاً تزامن وجود متحوّرَين من فيروس «كورونا»، المتحوّر «دلتا» المهيمن عالمياً وبداية انتشار المتحوّر «أوميكرون» الذي صنّفته منظمة الصحة العالمية بالمتحوّر «المثير للقلق».

علينا الاستفادة من التجارب الكبيرة التي اكتسبناها نتيحة التعايش مع هذا الفيروس منذ ما يقارب العامين. لدينا اليوم جميع الأدوات والخبرات للتغلّب على «أوميكرون» أو للحد من انتشاره ومنها:

  • الحفاظ على التباعد الاجتماعي والتهوئة الجيّدة في الأماكن المشتركة
  • ارتداء الكِمامات
  • تكثيف التلقيح الكامل للفئات العمرية كافة وخاصة الشبابية
  • إعطاء الجرعة المعزّزة للذين مضى على تلقيحهم بالجرعة الثانية خمسة إلى ستة أشهر

يكمن الخطر الأكبر في اليأس الذي بات يعيشه اللبنانيون، أو الشعور الزائف بالأمان لدى الناس الذين تعايشوا مع هذا الوباء لمدة عامين، وخاصة بعد سماع البيانات الأوّلية التي تحدّثت عن أعراض معتدلة أو خفيفة تصاحب الإصابة بـ«أوميكرون» مقارنة بباقي متحوّرات «كورونا». فقد توصلت دراسة قام بها باحثون في «الإمبريال كوليدج» في لندن، شملت جميع الحالات المؤكد إصابتها بـ«أوميكرون» في الفترة الممتدة من 29 تشرين الثاني إلى 11 كانون الأول من عام 2021، بأنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن الإصابات بالمتحوّر «أوميكرون» كانت أقل حدة من المتحوّر «دلتا». وقد بيّنت الدراسة أن خطر العدوى بالمتحوّر الجديد هي أكبر بـ 5.4 مرات من المتحوّر «دلتا». الإصابة بـ«أوميكرون»، حتى ولو كانت مصاحبة بأعراض خفيفة، يمكن أن تكون سبباً لنشر العدوى إلى كبار السن أو الذين يعانون من ضعف في المناعة.

كما أثبتت الدراسات والمتابعات للمتعافين من «كوفيد-19»، أن حتى أولئك الذين تكون أعراضهم خفيفة يستمرّون بالشعور بالآثار الجانبية الطويلة الأمد بعد تعافيهم، وقد سمّيت هذه الحالات بـ«متلازمة ما بعد كوفيد-19» ومنها الشعور بالتعب الشديد، ضيق في التنفس، ألم في العضلات، ضربات قلب سريعة، فقدان لحاسّتي الشم والذوق وغيرها من الأعراض. لا نعرف حتى الآن إلى أي مدى ستكون هذه الآثار الطويلة الأمد شائعة لدى المتعافين من الإصابة بـ«أوميكرون».

مع تجاوز العديد من البلدان في العالم، ومنها الدنمارك والنروج والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، سجلّها الوبائي لأعداد الإصابات اليومية المؤكدة بفيروس «كورونا»، ومع الانتشار السريع للمتحوّر «أوميكرون»، بات من المرجّح أن يحل الأخير مكان المتحوّر «دلتا» في الأسابيع المقبلة، وذلك استناداً إلى المعطيات المتوافرة. عندها سيشكّل هذا العدد الهائل من المصابين خطراً على كبار السن ومن يعانون من نقص في المناعة بالإضافة إلى الأشخاص الذين لم يتلقوا جرعاتهم من اللقاح حتى الآن، أو الذين مضى على تلقيحهم مدة زمنية تفوق الستة أشهر. هذا يعني أن نظامنا الصحي المتهالك أصلاً لن يكون قادراً على استيعاب الأعداد التي ستحتاج إلى عناية ودخول المستشفيات.

إلى جانب تشجيع المواطنين على استكمال تلقيحهم الكامل، ربما ستشكّل الأدوية الجديدة المضادة لـ«كوفيد» حلاً إضافياً، إذ أثبتت التجارب أن تناول هذه الأدوية كعقار «باكسلوفيد» في الأيام الأولى للإصابة بعدوى «كوفيد» يحمي بنسبة كبيرة من خطر دخول المستشفى والوفاة ويخفّف من سرعة انتشار الفيروس. ولا يُتوقّع أن تتأثّر الفائدة الوقائية التي تؤمّنها هذه الأدوية بظهور «أوميكرون». وكانت شركة «فايزر» قد طلبت الشهر الماضي ترخيصاً من وكالة الأدوية الأميركية لهذا العقار.

كل هذا سيشكّل ربما الأساس لتخطي جائحة لا نهاية لها في المدى القريب إلى مرض نعلم كيف نتعايش معه ونحمي أنفسنا منه.

 

المصدر: الاخبار

Upcoming events
Copyright UL2020. All Rights Reserved. Designed & developed by Mindflares. ©